محمد محداد
أقدمت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، صباح يوم الإثنين، على إحالة طبيب نفسي شهير بمدينة فاس على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف، بعد تفجر فضيحة أخلاقية صادمة تتعلق باستغلاله الجنسي لمجموعة من المريضات داخل عيادته الخاصة.
ووفق ما تم تداوله من معطيات، فإن الطبيب الموقوف كان يستغل الحالة النفسية الهشة لضحاياه اللواتي كن يخضعن للعلاج، ويقوم بتخديرهن بواسطة مادة الكوكايين خلال الجلسات، ليعمد بعد ذلك إلى اغتصابهن وتصويرهن في أوضاع مشينة دون علمهن.
الفضيحة كشفت أيضا عن طابع سادي في سلوك المتهم، حيث كانت الأفعال المقترفة تتجاوز مجرد الاعتداء الجنسي، إلى ممارسات مهينة وانتهاكات جسيمة للكرامة الإنسانية، تمت كلها داخل فضاء من المفترض أنه مخصص للعلاج والدعم النفسي.
وقد أثارت القضية موجة استنكار واسعة في الأوساط الاجتماعية والحقوقية، حيث عبر العديد من المتتبعين عن صدمتهم من استغلال شخص ينتمي لمجال الصحة النفسية لمكانته ووضعه المهني بهذه الطريقة البشعة، مطالبين بضرورة تشديد الرقابة على العيادات الخاصة، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة في مثل هذه القضايا.
وتسود حالة من الترقب حول ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية في الأيام المقبلة، في حين بدأ النقاش يطفو مجددا حول حماية المرضى النفسيين وضمان حقوقهم في مواجهة مثل هذه الانتهاكات التي تضرب في عمق الثقة في المنظومة الصحية.
وفي مجتمع يحتاج أساسا لترسيخ الوعي بأهمية الصحة النفسية وكذا ضرورة التماس العلاج منها، تأتي هذه الواقعة المشينة لتعميق الفجوة وزعزعة ثقة المجتمع بهذا المجال الحساس.