استطاع الفنان الفوتوغرافي أن يخترق عوالم التصوير، منطلقا من عمق بيته كمصاحب لوالده المصور ، ومبتهجا بمرافقته له في أعماله ، ومغازلا للكاميرا في لحظات عاشقة ، استطاع من بعد انتهائه من دراسته الجامعية ، أن يختار طريق مستقبله من قلب المدينة القديمة ، محملا بألوان الزليج الفاسي وأشكال الجبس والكثير من تفاصيل الأبواب الخشبية ، التي تفضي بك إلى رياضات واسعة ، بفناء تتوسطه أشجار باسقة ، نكهة أزهار الليمون وعبق الورد البلدي تركت في نفسه انطباع بالبهجة وحب الحياة والكثير من الطموح الذي سيمتد ليصل به إلى مراتب عالية في عمله .
عثمان بإحساسه المرهف استطاع أن يستفيد من كل تلك الأشياء الصغيرة التي كانت تملئ حياته طفلا ومراهقا وشابا، من ألوان الأفرشة المبهجة ، ورسوم الزرابي المتناسقة ، والكثير من أشكال القفطان الذي كانت ترتديه والدته في الكثير من المناسبات ، فالتصقت صورته بذهنه ، لينطلق من فاس في عالم التصوير الفوتوغرافي ، ممتهنا هذه المهنة التي تحتاج إلى الكثير من الإبداع والدقة لتحقيق النجاح .
احتاج عثمان إلى الكثير من الجهد و الإصرار لإخراج صور مبدعة تحمل إمضاء خاصا به ، جعلت الكثير من المصممات يرغبن في التعامل معه ، لطريقة عمله الفنية وتعامله الدقيق في أخذ الصورة ، وحرفيته العالية في نقش تفاصيل العمل والتقاط الصور من زوايا معينة ، وبالتالي كان عثمان بن حدوش يسقط كل ثقافته الفنية في عمله ، مستفيدا من زخمه الإبداعي ، فاستطاع أن يحجز مقعدا في أول صفوف الشهرة ، ليسطع اسمه عاليا في مهرجانات الموضة العالمية ، ليحقق نجاحا باهرا في عمله ويصبح علامة مسجلة في تصوير القفطان خاصة .
لم تتوقف شهرة الفنان عثمان بن حدوش عند عتبات المهرجانات وأسابيع الموضة وتصوير تشكيلات كبار المصممات، بل امتد إلى عوالم الفن والفنانين ، ليرسم إمضاءه على الكثير من صور المشاهير، وليحقق شهرة كبيرة في الوسط الفني ، وليصبح إسما مهما في الكثير من المهرجانات الفنية داخل الوطن وخارجه ، بل أصبح إسما مطلوبا في الكثير من اللقاءات الفنية مع كبار الفنانين العرب .
وتستمر رحلة بن حدوش الفنية بالكثير من الإصرار على مواصلة الطريق لحصد نجاحات أخرى ولتلميع اسمه وسط عالم لا يعترف إلا بالتفوق.