كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود نسب مقلقة من المعادن الثقيلة السامة في معاجين الأسنان الشائعة، بما في ذلك تلك الموجهة للأطفال أو المُسوَّقة على أنها "طبيعية". الدراسة، التي نُشرت في صحيفة "THE GUARDIAN" البريطانية، كشفت عن أن 90% من معاجين الأسنان التي تم تحليلها تحتوي على الرصاص، و65% تحتوي على الزرنيخ، في حين ظهرت آثار للزئبق في نصف المنتجات والكادميوم في ثلثها. هذه النتائج تثير مخاوف جدية بشأن سلامة هذه المنتجات التي يتم استهلاكها على نطاق واسع.
قال مؤسس منظمة "Lead Safe Mama"، تمارا روبين، في تصريحات صحافية، إنها تشعر بالاستياء الشديد من النتائج التي كشفت عن تلوث معاجين الأسنان بالرصاص، قائلة: "إن وجود الرصاص في معاجين الأسنان في عام 2025 أمر غير مقبول تماما"، مضيفة أن "الجدير بالقلق هو أن هذا الموضوع لم يُعالج على أنه خطر حقيقي يحتاج إلى التدقيق والبحث".
أشارت تمارا روبين، مؤسسة منظمة "Lead Safe Mama"، إلى أن مصدر التلوث بالرصاص في معاجين الأسنان قد يكون ناتجاً عن بعض المواد المضافة، مثل الطين البنتوني وكربونات الكالسيوم وهيدروكسي أباتيت، والتي تُروّج على أنها مفيدة لصحة الفم والأسنان. ومع ذلك، أظهر تحليل هذه المكونات بشكل منفصل أن لديها نسب مرتفعة من المعادن السامة، مما يثير تساؤلات حول سلامة استخدامها في منتجات العناية الشخصية.
وأضافت روبين أن التحقيق شمل عدة علامات تجارية، بما في ذلك "كريست" و"سينسوداين" و"تومز أوف ماين" و"دكتور برونر" و"دافيدز" و"دكتور جين". ومع ذلك، أشارت إلى أن معظم هذه الشركات لم تظهر نية فورية لاتخاذ إجراءات للتخلص من الرصاص في منتجاتها، بل إن بعضها أرسل رسائل إنذار قانونية لفريق التحقيق.
على الرغم من أن مستويات الرصاص المكتشفة في معاجين الأسنان لم تتجاوز الحدود القصوى المحددة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، إلا أن خبراء الصحة العامة يعتبرون أن هذه المعايير غير كافية لحماية المستهلكين، ويدعون بضرورة مراجعتها بشكل عاجل.
هذه المطالب تزداد إلحاحا في ظل تعثر إقرار "قانون سلامة أغذية الأطفال" داخل الكونغرس، الذي يهدف إلى تحديد سقف أكثر صرامة لا يتجاوز 10 أجزاء في المليار، ولكن لا يشمل حاليا منتجات العناية الشخصية مثل معجون الأسنان.
ومع ذلك، أظهرت نتائج التحاليل أن بعض معاجين الأطفال، مثل "Dr Brown's Baby Toothpaste"، لم تحتوي على أي من المعادن السامة ولم تتضمن المكونات المشبوهة، مما يبرز إمكانية إنتاج بدائل آمنة وفعالة في السوق.